{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فهم القدوة الطيبة الصالحة التي تجسد الإيمان بكل وداعته وروحيته وصلابته وقوته وتعاليه عن كل المغريات ،وثباته أمام كل المخاوف ،فكانوا المثل الأعلى للناس كلهم في محبة الله وطاعته والإخلاص له ،{لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخر} ليقتدوا بهم في إخلاص الرجاء لله ،وفي الانفتاح على المسؤولية في اليوم الآخر .{وَمَن يَتَوَلَّ} ويعرض عن السير في خط الإيمان الذي سار عليه إبراهيم ومن معه ،فليس بضار الله في شيء ،{وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنيّ الْحَمِيدُ} الذي لا ينفعه أحد في إيمانه أو طاعته ،ولا يضره مخلوق في كفره أو معصيته ،وهو المحمود في كل أفعاله ،كما هو المحمود في ما يتحمد به خلقه من أعمالٍ وأوضاع .