ومرّة أخرى يؤكّد سبحانه في آخر آية من هذه الآيات على نفس الأمر الذي ذكر في أوّل آية ،حيث يقول تعالى:{لقد كان لكم فيهم اُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}{[5243]} .
لقد كانوا لنا أسوة ،ليس فقط في موقفهم ضدّ منهج الكفر وعبدة الأوثان ،بل هم أسوة لنا في الدعاء بين يدي البارئ عزّ وجلّ ،وقدوة لنا في طلب المغفرة منه كما استعرضت الآيات السابقة نماذج في ذلك .
إنّ هذا الإقتداء في حقيقته يتمثّل في الذين تعلّقوا بالله سبحانه ،ونوّر الإيمان بالمبدأ والمعاد قلوبهم ،ونهجوا منهج الحقّ وتحرّكوا في طريقه ..وبدون شكّ فإنّ هذا التأسّي والإقتداء يرجع نفعه إلى المسلمين أنفسهم قبل الآخرين ،لذا يضيف سبحانه في النهاية قوله: ( ومن يتولّ فإنّ الله هو الغني الحميد ) .
وذلك أنّ عقد الولاء مع أعداء الله يقوّي عودهم وشوكتهم وبالتالي إلى هزيمة المسلمين ،وإذا تسلّطوا عليكم فسوف لن يرحموا صغيركم وكبيركم{[5244]} .
/خ6