قوله:{يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن} يوم منصوب على أنه ظرف وهو متعلق بقوله:{لتبعثن} أو{لتنبّؤن} وقيل: بإضمار فعل وتقديره: واذكر يوم{[4552]} يعني واذكر يوم يجمعكم الله ليوم الجمع وهو يوم القيامة ،إذ يجمع الله فيه الأولين والآخرين أجمعين في المحشر للحساب والجزاء{ذلك يوم التغابن} والتغابن من الغبن وهو النقص ،غبنه في البيع أي نقصه فهو مغبون ،أي منقوص في الثمن أو غيره{[4553]} .
قال الزمخشري في الكشاف: التغابن مستعار من تغابن القوم في التجارة وهو أن يغبن بعضهم بعضا ،لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ،ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .وفيه تهكم بالأشقياء ،لأن نزولهم ليس بغبن .وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا .وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة ".
قوله:{ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفّر عنه سيئاته} وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤدون الطاعات بأن يمحو عنهم الذنوب{ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} الإشارة إلى محو الخطايا وستر الذنوب ودخول الجنات حيث النعيم الخالد المقيم ،فإن ذلكم لهو الفوز العظيم الذي لا يضاهيه فوز .