قوله تعالى:{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ} .
يوم الجمع هو يوم القيامة ،وقال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه: ظرف منصوب بأذكر مقدرة أو بقوله{خَبِيرٌ} [ التغابن: 8] .
فيكون المعنى: أنه يوم القيامة خبير بأعمالكم في الدنيا لم يخف عليه منها شيء فيجازيكم عليها ،سمي يوم الجمع لأنه يجمع فيه الأولون والآخرون في صعيد واحد ،يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ،كما قال تعالى:{قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} [ الواقعة: 49 -50] .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام عليه في عدة مواضع منها في الجزء الثالث عند قوله تعالى:{ذلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ} [ هود: 103] .
ومنها في الجزء السابع عند الآية المتقدمة ،{قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ} [ الواقعة: 49 -50] .
ومن أصرح الأدلة فيه: آية الشورى{وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [ الشورى: 7] ،ثم قال:{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: 7] .
قوله تعالى:{ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} .
الغبن: الشعور بالنقص ومثله الخبن لاشتراكهما في حرفين من ثلاثة ،كما في فقه اللغة: فبينهما تقارب في المعنى كتقاربهم في الحرف المختلف ،وهو الغين والخاء ولخفاء الغين في الحلق وظهور الخاء عنها كان الغبن لما خفي ،والخبن لما ظهر .
وقد بين تعالى موجب الغبن للغابن والمغبون فقال:{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .