قوله:{قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ما في موضع نصب على البدل من الفواحش{[1388]} أي أن الله لم يحرم عليكم الزينة والطيبات مما حلقه لكم وأنعمه عليكم فجعلتموه أنتم حراما على أنفسكم ،ولكن الله حرم{الفواحش ما ظهر منها وما بطن} أي حرم عليكم القبائح من الأشياء مما تفعلونه علانية أو خفية .وقيل: ما ظهر منها يعني طواف أهل الجاهلية بالبيت عراة .وما بطن يعني الزنا .وقيل: غير ذلك .
قوله:{والإثم والبغي بغير الحق} الإثم المعصية أو يوجبه من الذنوب .والبغي: التعدي والظلم وكل مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء{[1389]} .
قوله:{وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا} وأن تشركوا ،المصدر من هذه الجملة في موضع نصب معطوف على الفواحش .وكذلك قوله بعدها:{وأن تقولوا على الله}{[1390]} أي كذلك الله حرم عليكم أن تعبدوا معه إلها غيره .والإشراك بالله يأتي في قمة الموبقات والخطايا العظيمات وهو ما لم يجعل الله فيه للمشركين سلطانا ؛أي حجة وبرهانا .
قوله:{وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} أي حرم الله عليكم أن تفتروا الكذب كاتخاذكم الأوثان آلهة مع الله ،وتجردكم من الثياب عند الطواف بالبيت فتطوفون عراة ،وتحريمكم ما أحله الله لكم مما خلقه لكم كتحريم البحائر والسوائب والوصائل والحوامي وغير ذلك مما تزعمون وتفترون وانتم جاهلون لا تعلمون{[1391]} .