قوله تعالى:{يا بني آدم إما يأتيكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 35 والذين كذبوا بآيتنا واستكبروا عنها أوليك أصحاب النار هم فيها خالدون} .
اللفظ ( إما ) هو إن الشرطية ،ضمت إليها ما لتأكيد الشرط{[1394]} ،والخطاب في هذه الآية من الله لعباده من ذرية آدم مبينا لهم أنه عن يجئكم رسلي الذين بعثتهم إليكم آمرين وناهين ،مبشرين ومنذرين ،وهم من أنفسكم ومن جنسكم ليبينوا لكم أحكامي وشرائعي وما ينفعكم في ديناكم أو أخراكم ،وذلك جملة شرط ،وجوابه الجملة الشرطية بعده وهي:{فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وقيل: جوابه محذوف وتقديره: إن يأتيكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فأطيعوهم ؟
وقوله:{اتقي وأصلح} أي خاف الله وعمل صالحا يرضيه وانتهى عما نهاه عنه{فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أي لا يخافون يوم القيامة كما يخاف الناس من العذاب إذا عاينوه فوردوا عليه .وكذلك لا يحزنون لفراق الدنيا ولما فاتهم فيها من شهوات ولذائذ تجنبوها رغبة في رضوان الله ،ولا لما تركوه وراءهم في الدنيا من الأموال أو الصحب والخلان والأحباب .