ثم أنذر تعالى بني آدم بأنه سيبعث إليهم رسلا يهدونهم ،وبشر وأنذر بقوله سبحانه:
{ يا بني ءادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} .
{ يا بني ءادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي} شرط ذكره بحرف الشك ،للتنبيه على أن إتيان الرسل أمر جائز غير واجب .وضمت إليها ( ما ) لتأكيد معنى الشرط ،ولذلك أكد فعلها بالنون الثقيلة أو الخفيفة ،والمراد ببني آدم جميع الأمم ،وهو حكاية لما وقع مع كل قوم .وليس المراد بالرسل نبينا صلى الله عليه وسلم وببني آدم أمته ،كما قيل ،فإنه خلاف الظاهر- كذا في ( القاضي وحواشيه ) - وجواب الشرط قوله تعالى:{ فمن اتقى} أي التكذيب{ وأصلح} أي عمله{ فلا خوف عليهم} من العذاب{ ولا هم يحزنون} في الآخرة .