قوله:{قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب} الرجس معناه هنا العذاب{[1449]} والغضب معناه السخط وإرادة الانتقام{[1450]} ،وقد أجاب هود قومه عقب ما أظهروه من بالغ السفاهة والعتو والاستكبار ،بعد كل الدلائل والحجج التي سيقت لإقناعهم وتخويفهم –أجابهم بأنه قد حل بهم من الله عذاب وسخط وأن إرادة الله بالانتقام منهم نازلة بهم ولا راد لها من أحد .
قوله:{أتجدلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان} قال لهم نبيهم هود مستنكرا مستقبحا مقالتهم الظالمة:{أتجدلونني في أسماء سميتموها} الآية .أي أتخاصمونني في مسميات وضعتم أنتم لها أسماءها التي لا تستحقها ولا يليق بها فسميتموها آلهة افتراء وضلالا وسفها ،وهي في الحقيقة تماثيل صماء لا تدرك ولا تنطق ،وهي كذلك لا نضر ولا تنفع{ما نزل الله بها من سلطان} أي ليس لكم من الله فيها حجة ولا برهان تعتذرون أو تحتجون به .
قوله:{فانتظروا إني معكم من المنتظرين} الفاء للترتيب على ما تقدم .وذلك تهديد ووعيد للقوم الظالمين الذين عتوا وأبوا إلا الكفر والوثنية قائلا لهم: انتظروا نزل العذاب الذي طلبتموه أنتم وإن معكم من المنتظرين حكم الله وقضاءه فينا وفيكم .