/م65
{ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} يطلق الرجس على القبيح المستقذر حسنا أو معنى وبمعنى الرجز وهو العذاب أو سيئه .وقد ذكر الآية الزمخشري في مجاز الأساس وفسر الرجس بالعذاب قال لأنه جزاء ما استعير له اسم الرجس وذكر قبل ذلك في قسم الحقيقة من المادة أن الرجس بالفتح صوت الرعد وأنه يقال:رجست السماء وارتجست:قصفت بالرعد قال:والناس في مرجوسة أي في اختلاط قد ارتجس عليهم أمرهم اه ومثلها في هذا مادة الرجز ومنه في{ لهم عذاب من رجز أليم} ( سبأ 5 ) وقد كان العذاب الذي نزل بهم ووقع عليهم ريح صرصر أي ذات صوت شديد عاتية كانت"تنزع الناس "من الأرض ثم ترميهم بها صرعى{ كأنهم أعجاز نخل منقعر} ( القمر 20 ) قد قلع من منابته وزال عن أماكنه ، وذلك من معنى الرجس والارتجاس والرجز والارتجاز .وقوله: "وقع "مجاز عبر به عن المتوقع لتحققه وقربه ، وعطف الغضب على الرجس لبيان أن الرجس قد أريد به الانتقام الحتم فلا يمكن رفعه ، والعياذ بالله من غضبه ما كان منه حتما عقابه كهذا ، وما كان ممكنا دفعه بالتوبة كعقاب هذه الأمة .اللهم تب على أمتنا وارفع عنها رجس الأجانب الطامعين ، وأعوانهم المنافقين .
{ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَان} أي أتخاصمونني وتمارونني في أسماء وضعتموها أنتم وآباؤكم الذين قلدتموهم على غير علم ولا هدى منكم ولا منهم ، لمسميات اتخذوها فاتخذتموها آلهة زاعمين أنها تقربكم إلى الله زلفى وتشفع عنده لكم ما أنزل الله من حجة ولا برهان يصدق زعمكم ، بأنه رضي أن تكون واسطة بينه تعالى وبينكم ، وكيف وهو الأحد الصمد الذي يصمد إليه عباده في العبادة وطلب ما لم يمكنهم منه بالأسباب ، أي يتوجهون إليه وحده ، لا يشركون في توجيه قلوبهم إليه أحدا من خلقه{ وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين} ( الأنعام 79 ) وكل ما يتعلق بعبادته لا يجوز أن يؤخذ إلا مما أنزله على رسله ، إذ لا يعلم ما يرضيه ويصح عنده من عبادته غيره إلا المبلغين عنه .والآية دليل على بطلان التقليد{ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين} أي فانتظروا نزول العذاب الذي طلبتموه بقولكم"فائتنا بما تعدنا "إني معكم من المنتظرين ولكنني موقن وأنتم مرتابون ، وجاد وأنتم هازلون .