قوله:{إن ناشئة الليل هي أشد وطئا} ناشئة الليل هي أوقاته وساعاته ،لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا .واختلفوا في المراد بناشئة الليل .فقد قال ابن عمر وأنس بن مالك: ما بين المغرب والعشاء .
وعن عائشة وابن عباس ( رضي الله عنهم ) أن الناشئة هي القيام بالليل بعد النوم .فمن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة .وجاء في الصحاح أن ناشئة الليل أول ساعاته .وعن الحسن أنها ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح .وقيل: وقيل: هي القيام من آخر الليل .
قوله:{هي أشد وطئا} وطئا ،منصوب على التمييز{[4670]} يعني: أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص .وعن الحسن قال: أشد موافقة بين السر والعلن لانقطاع رؤية الخلائق .وقيل: أثقل على المصلي من ساعات النهار ،لأن الليل وقت منام وراحة وسكينة فمن شغله بالعبادة فقد احتمل مشقة كبيرة .
قوله:{وأقوم قيلا} ذكر في تأويل ذلك عدة أقوال ،وهي في مدلولاتها متقاربة .فقد قيل: أصوب للقراءة وأثبت للقول .وهو قول قتادة ومجاهد .وقيل: عبادة الليل أتم نشاطا وأتم إخلاصا وأكثر بركة .وهو قول عكرمة .وقيل: أقوم قراءة لفراغه من الدنيا .وقال ابن عباس: أدنى من أن تفقهوا القرآن .