المفردات:
ناشئة الليل: العبادة التي تنشأ به وتحدث ،أو إحياء ما بين المغرب والعشاء ،أو إحياء الساعات التالية لصلاة العشاء .
أشد وطئا: ثباتا للقدم ،ورسوخا في العبادة ،وقيل: أكثر مواطأة وتوافقا بين القلب واللسان .
أقوم قيلا: أثبت قراءة لحضور القلب فيها .
التفسير:
2- إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا .
ناشئة الليل .ساعات الليل ،وقيل: الصلاة بين المغرب والعشاء ،وقيل: ناشئة الليل هي الساعات التي تلي صلاة العشاء ،وقيل: هي الثلث الأخير من الليل .
وفي الصحيح: ( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ،فيقول: يا عبادي ،هل من داع فأستجيب له ،هل من مستغفر فأغفر له ،هل من تائب فأتوب عليه ،هل من طالب حاجة فأقضيها له ،حتى يطلع الفجر ) . v .
وقيل: ناشئة الليل هي جميع ساعات الليل وأوقاته ،حيث جعل الله ليلا سباتا ،ونوما وراحة ،فقيام المؤمن يصلّي في ظلام الليل ،وقد غارت النجوم ،ونامت العيون ،وبقي الله الحي القيوم ،يجعل لهذه الصلاة مذاقا خاصّا ،حيث يترك المؤمن فراشه ويتجافى عنه ،ويدعو ربه .
كما قال تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون .( السجدة: 16 ،17 ) .
وقال تعالى: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون .( الذاريات: 17 ،19 ) .
وفي الحديث الشريف: ( عليكم بقيام الليل ،فإنه دأب الصالحين قبلكم ،ومطردة للدّاء عن الجسد ) . vi .
وقيام الليل يكون سببا في نور القبور على أصحابها ،وفي قيام الليل صفاء وهدوء وراحة وسعادة ،وموافقة القلب للسان ،وتغلّب على الخلود إلى النوم .
ومعنى الآية:
إن ناشئة الليل .ما ينشأ في ساعات الليل بعد العشاء .
هي أشدّ وطئا .أجهد للبدن ،أو أشد مواطأة وموافقة بين القلب واللسان .
وأقوم قيلا .أثبت وأبين قولا لهدوء الأصوات ،وانقطاع الحركات ،وذلك أعون للنفس على التدبّر والتأمل في أسرار القرآن ومقاصده .