قوله:{ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله} ذك ،في موضع رفع مبتدأ .والتقدير ذلك الأمر .أو خبر مبتدأ .وتقديره: الأمر ذلك{[1632]} .
و{شاقوا الله ورسوله} ،مجاز ؛أي شاقوا أولياء الله ،ودين الله .وشاقوا ،من الشقاق والمشاقة ؛أي الخلاف والعداوة .و{شاقوا الله ورسوله} ،يعني فارقوا أمر اله ورسوله وعصوهما وأطاعوا أمر الشيطان .وقيل: شاقوا بمعنى جانبوا وصاروا في شق المؤمنين .والشق معناه الجانب{[1633]} .
والمقصود أن الأمر بضرب الكافرين فوق الأعناق وضرب كل بنان منهم إنما كان جزاء لهم بشقاقهم الله ورسوله ،وهو مخالفتهم أمرهما ،ومجانبتهم دينهما ،واصطفافهم في شق مخالف لشقهما ،وهو شق الظلم والظالمين .الشق المغاير لشق المؤمنين الصادقين .
قوله:{ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب} ذلك تهديد من الله للذين يشاقون الله ورسوله ؛أي يخالفون عن أمر الله وأمر رسوله الكريم ،ويفرقون طاعتهما ليسيروا في طريق الشيطان حيث الضلال والباطل تهديد لهم من الله بشديد العقاب في الدنيا ؛إذا يستحقون فيها التقتيل لظلمهم وفسادهم ،وفي الآخرة يكبكبون في النار على وجوههم داخرين مقبوحين خزايا .