قوله:{ولو علم الله فلهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} ذلك إخبار من الله أن هؤلاء الظالمين المضلين لا خير فيهم ،فإنهم الختم الذي غشي قلوبهم صاروا غير مستعدين لاستقبال الحق والهداية والاستماع لآيات الله في تدبر وادكار .ولو كان الله يعلم أنهم يصلحون بما يأتيهم من الحجج والآيات لأسمعهم سماع تفهم وقبول .ولو أن الله أسمعهم ما انتفعوا بما سهوا .وهو قوله:{لتولوا وهم معرضون} أي لأدبروا معاندين جاحدين مستكبرين عن الحق بهد ما ظهر لهم واضحا بلجا .وقيل: كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: احي لنا قصيا ؛فإنه كان شيخا مباركا حتى يشهد لك بالنبوة فنؤمن بك .فقال له هز وجل:{ولو أسمعهم} أي كلام قصي{لتولوا وهم معرضون}{[1644]} .