قوله:{ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم} هؤلاء المجرمون الخبيثون الذين ينفقون أموالهم للصد عن دين الله وإضعاف المؤمنين ،يحشرهم الله يوم القيامة ليفرق بينهم وبين المؤمنين الصادقين الذين آمنوا بالله ورسالاته وكتبه وأنبيائه .يفرق الله بين الصنفين تفريقا مميزا فيسكن المؤمنين الجنة .أما المجرمون الخائنون فينزلهم النار ؛إذ يجعل بعضهم فوق بعض{فيركمه جميعا} أي يجعلهم ركاما كأنما هم كثبان مركوم من الحجارة والتراب المتراكم بعضه فوق بعض .وفي ذلك بيان واضح ومستفيض لحال الكافرين المجرمين الضالعين في العدوان على المسلمين ،وهم يتكبكبون في جهنم فيركم بعضهم فوق بعض زيادة في المهانة والزراية والتحقير .لا جرم أن هؤلاء الذين كادوا للإسلام والمسلمين ،والذين بذلوا الأموال الهائلة في وجوه الظلم والباطل والتآمر على دين الله في كل مكان ،هم الذين خسروا أنفسهم فباءوا بالخزي وسوء المصير .وهو قوله سبحانه:{أولئك هم الخاسرون}{[1663]} .