{لِيَمِيزَ} التمييز: إخراج الشيء عما يخالفه ،وإلحاقه بما يوافقه ،بحيث ينفصل عما يخالف .
{فَيَرْكُمَهُ}: الركم: جمع الشيء فوق الشيء ؛وتراكم الأشياء: تراكب بعضها فوق بعض .
الخبثاء مركومون في جهنم
وهكذا يريد الله من الإنسان تجسيد خصائصه الذاتية ،في نشاطاته وعلاقاته ومعاملاته ومواقفه ،وإظهارها{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} في الصفات الخبيثة الشريرة التي تتمثل في الأول ،وفي العاقبة الخاسرة الوخيمة التي تواجه الخبيث ؛وفي الصفات الطيبة الخيّرة المتمثلة في الثاني ،وفي العاقبة الرابحة المشرقة التي تواجه الطيب في الدنيا والآخرة…{وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً} بأن يجمع الخبثاء في يوم القيامة ،ويلقيهم بعضهم فوق بعض{فَيَجْعَلَهُ} أي الخبيث{فِي جَهَنَّمَ} تماماً كما يلقي حزمة الحطب فيجعلها وقوداً للنار .{أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} وأيّ خسارة أعظم من الخسارة الخالدة ،التي يفقد الإنسان معها كل أمل بالربح في المستقبل القريب والبعيد ؟!
ويختم الله هذا الفصل بتوجيه الأمر للنبي ،بأن يطرح على هؤلاء الكافرين النصيحة الإلهية الحاسمة ،في ما يجب أن يفكروا به للحاضر والمستقبل .