{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} في ما يبذلونه في المعارك التي يثيرونها ضد الإسلام والمسلمين .{فَسَيُنفِقُونَهَا} ويخسرونها ،لأنهم لن يربحوا منها شيئاً .{ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} لأنهم يرونها تتبدّد وتذوب بين أيديهم من دون فائدةٍ .وتلك هي روحية الإنسان الذي يبذل ما يبذل من جهد في سبيل جمع المال ،ليضمن من خلاله تحقيق أغراضه وأمانيه .وإذا به يجد نفسه وجهاً لوجه أمام الخسارة الفادحة التي تحطم كل أحلامه وكل مستقبله .{ثُمَّ يُغْلَبُونَ} ،فتجتمع لديهم الخسارة المادية والخسارة المعنوية .وماذا بعد ذلك ؟هل تقف الخسارة عند هذا الحد ؟إن الآخرة تنتظرهم بعذابها .{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} ليلاقوا جزاء أعمالهم ،ويعيشوا الحسرة العظمى التي لا حسرة بعدها .