{إن الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ( 36 ) لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( 37 ) قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وإن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ ( 38 ) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإن انتَهَوْاْ فَإن اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 39 ) وَإن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أن اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( 40 )}
المفردات:
ليصدوا عن سبيل الله: ليمنعوا الناس من الدخول في دينه ،واتباع رسوله ؛معاداة له .
ثم تكون عليهم حسرة: ثم تكون عاقبة أنفاقها ندما وغما عليهم ؛لأنهم أضاعوا المال ولم يحققوا المقصود .
التفسير:
36 –{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا ....} الآية .
إن الذين كفروا ينفقون أموالهم في الفساد ،والتمكين للشر ،وإقامة البغي ،ومعاداة النبي ،ومحاربة المسلمين ؛ليمنعوا الناس عن الدخول في دين الله ،واتباع رسوله ،وسيأتون على كل أموالهم إنفاقا وتضييعا ،دون أن ينالوا مقصودهم ؛لأن الإسلام دين الحق ،والناس يعتنقونه عن يقين وبينة ،وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ،ويأبى الله إلا أن يتم نوره – وستبقى لهم الحسرة والندامة والغم ؛لأنهم أضاعوا أموالهم وأوقاتهم دون أن يقضوا على دعوة الإسلام ،التي تمضي وتنتشر أسرع من انتشار النور في الظلام ،ثم يكون مصيرهم أن يغلبوا ويقهروا ويقضي عليهم وينتهوا ،وقد نزلت الآية في المطعمين يوم بدر ،وكانوا اثني عشر رجلا من كبار قريش وكان ينحر الواحد منهم لمقاتلة الكفار في بدر كل يوم عشر جزر – أي: عشرا من الإبل – وفي أبي سفيان بن حرب لما استأجر لقتال المسلمين يوم أحد ألفين من الأحابيش ،سوى من تطوع معه للقتال من العرب وأنفق عليهم أربعين أوقية ذهبا .
وليس ما وقع في نفوس المشركين من الحسرة والندامة ،من خسارة أموالهم ،وعدم تحقيق غرضهم ،من القضاء على محمد ودينه ،هو كل ما يحل بهم من العقاب والنكال ،وإنما الذين بقوا منهم ،أو ماتوا على الكفر ،سيحشرهم الله في جهنم حشرا ،ويعد للمؤمنين نعيما وأجرا .