قوله:{يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون} جملة{يجدلونك} في محل نصب على الحال .وتفصيل المعنى: أنه لما ندب الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى العير ،وفاتتهم العير ،وأمرهم الله بقتال المشركين من غير استعداد ولا كثير أهبة ،شق ذلك عليهم وقالوا: لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا له عدته ؛فهم بذلك يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم{في الحق} أي في القتال{بعد ما تبين لهم} أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر بشيء إلا بإذن الله .وقيل: بعد ما تبين لهم ان الله وعدهم إما الظفر بالعير أو بالمشركين من أهل مكة .فإذا فاتت العير فلابد بعد ذلك من لقاء أهل مكة والظفر بهم .والمراد من ذلك ،الإنكار لمجادلة المسلمين .وهم في مجادلتهم هذه{كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} أي أن هؤلاء الذين يجادلون في لقاء العدو ،إذا دعوا للقائهم من أجل القتال ،كأنما يساقون إلى الموت ،من فرط كراهيتهم لقتالهم{وهم ينظرون} أي يشاهدون أسباب الموت ولا يشكون فيها ؛فهم يعلمون أن ذلك واقع بهم لا محالة .