قوله:{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} إذ متعلقة بفعل مقدر ،وتقديره: واذكر يا محمد ؛إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنهم لكم .وإحدى الطائفتين في محل نصب مفعول به ثان للفعل يعد .والمفعول الأول الكاف والميم في قوله:{يعدكم} وأنها لكم ،بدل اشتمال من إحدى{[1621]} ؛أي اذكروا أيها القوم إذ يعدكم الله أن تظفروا بإحدى الفريقين ،وهما فرقة أب سفيان والعير التي معه ،وفرقة المشركين الذين نفروا من مكة لمنع عيرهم{أنها لكم} أي أن تظفروا بما فيها من غنيمة .لكنكم أنتم تودون أن تظفروا بالطائفة الضعيفة التي ليس لها شوكة ؛أي قوة او سلاح وهي طائفة العير ،دون جماعة قريش الذين جاءوا لقتالكم .
قوله:{ويريد الله أن يحق الحق بكلمته ويقطع دابر الكافرين} يريد الله أن يظهر الإسلام{بكلمته} أي بأمره إياكم أن تقاتلوا الكافرين ،وأنتم تريدون الغنيمة والمال{ويقطع دابر الكافرين} أي يريد الله أن يجب{[1622]} أصل هؤلاء المشركين جبا ،فيقضي عليهم بالكلية .والدابر معناه المتأخر .وقطع الدابر يعني الإتيان على الجميع ،فما يقتل الأخير من القيوم إلا بعد أن يقتل القوم جميعا .