قوله تعالى:{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين} ،قال: أقبلت عير أهل مكة يريد من الشام فبلغ أهل المدينة ذلك ،فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير .فبلغ ذلك أهل مكة ،فسارعوا السير إليها ،لا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين فكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم ،وأيسر شوكة ،وأحضر مغنما فلما سبقت العير وفاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين يريد القوم ،فكرة القوم مسيرهم لشوكة في القوم .
قال الترمذي: حدثنا عبد بن حميد ،حدثنا عبد الرزاق ،عن إسرائيل ،عن سماك ،عن عكرمة ،عن ابن عباس قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر قيل له: عليك العير ليس دونها شيء ،قال: فناداه العباس وهو في وثاقه: لا يصلح ،وقال: ( إن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك ) .
( السنن 5/269 ح 3080 – ك التفسير ،ب ومن سورة الأنفال ) ،وأخرجه أحمد في ( المسند ح 2022 وح 2875 ) ،والحاكم ( المستدرك 2/327 ) من طريق أبي نعيم عن إسرائيل به .قال الترمذي: حديث حسن صحيح .وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،ووافقه الذهبي .وقال ابن كثير: إسناد جيد ( التفسير 3/556 ) وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند .