قوله:{وإذا الموءودة سئلت} سئلت سؤال توبيخ وتعنيف لقاتلها ،لأنه قتلها بغير ذنب .والموءودة ،المدفونة حية .وأد بنته أي دفنها حية{[4767]} قال ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت حفرت حفرة وتمخضت على رأسها .فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة وردّت التراب عليها وإن ولدت غلاما حبسته .
وقال قتادة: كانت الجاهلية يقتل أحدهم ابنته ويغدو كلبه فعاتبهم الله على ذلك وتوعدهم بقوله:{وإذا الموءودة سئلت 8 بأي ذنب قتلت} وهذه واحدة من العوائد الذميمة البشعة التي تلبست بها بعض قبائل العرب في جاهليتهم ،إذ كانوا يدفنون بناتهم أحياء في التراب خشية الفقر والحاجة ومخافة السبي والاسترقاق والعار .إن هذه واحدة من أسوأ ما تتصوره الأذهان والأخيلة عن إجرام مفظع مقبوح تتلطخ به أيدي العتاة من المشركين وهم يجترأون على وأد بناتهم البريئات في التراب .