قوله تعالى:{أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت 17 وإلى السماء كيف رفعت 18 وإلى الجبال كيف نصبت 19 وإلى الأرض كيف سطحت 20 فذكّر إنما أنت مذكّر 21 لست عليهم بمصيطر 22 إلا من تولى وكفر 23 فيعذبه الله العذاب الأكبر 24 إنّ إلينا إيابهم 25 ثم إن علينا حسابهم} .
هذه جملة دلائل من الواقع المدرك والمحسوس تشير إلى عظيم صنع الله وإلى بالغ قدرته المطلقة .وما على أولي العقول والأبصار إلا أن يتفكروا في خلق السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن من عجائب الخليقة ليستيقنوا أن الله حق وأنه الخالق البارئ المقتدر .
قوله:{أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} ذكر جنس الإبل ،لأنها كثيرة في العرب ،إذ لم يروا غيرها من عجائب الدواب كالفيلة .على أن الإبل في عظيم أجسامها وطولها ،وطول أعناقها وانبساط أخفافها وعجيب سيرها وقدرتها على التحمل وغير ذلك من أوصاف الإبل الخلقية لا جرم أنه مثير للدهش ،منبّه للذهن مما يكشف عن قدرة الإله الصانع الحكيم .