قوله تعالى:{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} ذلك وعد الله لبعاده المؤمنين والمؤمنات ،والعاملين بكتابه وسنة رسوله ،المجانبين للشرك والضلال –وعدهم{جنات تجري من تحتها الأنهار} وهي المنازل الفخمة والمقامات العالية الكريمة حيث الخير والسعادة والجمال بما يعز على المرء أن يتصور مبلغ روعته ومداه حتى يعاينه ويراه .وهذه هي جنات عدن ؛أي دار إقامة وخلود .
وقوله:{ورضوان من الله أكبر} وهو غاية ما يزين الجنة من كمال البهجة والفضل والحبور ؛بل إنه أقصى ما يخطر للأذهان والقلوب من كمال السعادة والاستشراق والرضى .إن رضوان الله على المؤمنين في الجنة يفوق كل ما حوته الجنات من صنوف اللذات والدرجات وألوان النعيم .وهذا ما ينبه إليه الوصف بقوله:{أكبر} .
قوله:{ذالك هو الفرز العظيم} الإشارة عائدة إلى ما تقدم مما وعد الله به عباده المؤمنين من جنات الخلود حيث الإقامة الدائمة والقرار المكين السعيد .ثم رضوان الله الذي يفوق كل ما دونه من ألوان النعيم .لا جرم أن هذا لهو الفوز العظيم .الفوز الذي يهون دونه كل فوز مما يتخيله الناس أو يحسونه .