شرح الكلمات:
{نقض الميثاق}: حله بعدم الالتزام بما تضمنه من أمر ونهي .
{لعنّاهم}: طردناهم من موجبات الرحمة ومقتضيات العز والكمال .
{يحرفون الكلم}: يبدلون الكلام ويؤولون معانيه لأغراض فاسدة ،والكلم من الكلام .
{ونسوا حظاً مما ذكروا}: تركوا قسطاً كبيراً مما ذكرهم الله تعالى به أي أمرهم به في كتابهم .
{خائنة}: خيانة أو طائفة خائنة منهم .
{فاعف عنهم واصفح}: أي لا تؤاخذهم واصرف وجهك عنهم محسناً إليهم بذلك .
المعنى:
ما زال السياق الكريم في بيان خبث اليهود وغدرهم فقد أخبر تعالى في هذه الآية الكريمة ( 13 ) أن اليهود الذين أخذ الله ميثاقهم على عهد موسى عليه السلام بأن يعملوا بما في التوراة وأن يقابلوا الكنعانيين ويخرجوهم من أرض القدس وبعث منهم أثني عشر نقيباً قد نكثوا عهدهم ونقضوا ميثاقهم ،وإنه لذلك لعنهم وجعل قلوبهم قاسية فهم يحرفون الكلم عن مواضعه فقال تعالى:{فبما نقضهم أي فبنقضهم ميثاقهم الذي أخذ عليهم بأن يعملوا بما في التوراة ويطيعوا رسولهم{لعناهم} أي أبعدناهم من دائرة الرحمة وأفناء الخير والسلام{وجعلنا قلوبهم قاسية} شديدة غليظة لا ترق لموعظة ،ولا تلين لقبول هدى{يحرفون الكلم عن مواضعه} فيقدمون ويأخرون ويحذفون بعض الكلام ويؤولون معانيه لتوافق أهواءهم ،ومن ذلك تأويلهم الآيات الدالة على نبوة كل من عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم في التوراة{ونسوا حظاً مما ذكروا به} وتركوا كثيراً مما أمروا به من الشرائع والأحكام معرضين عنها متناسين لها كأنهم لم يؤمروا بها ،فهل يستغرب ممن كان هذا حالهم الغدر والنقض والخيانة ،ولا تزال يا رسولنا{تطلع على خائنة منهم} أي على طائفة خائنة منهم كخيانة بني النضير{إلا قليلا منهم} فإنهم لا يخونون كعبد الله بن سلام وغيره ،وبناء على هذا{فاعف عنهم} فلا تؤاخذهم بالقتل ،{واصفح} عنهم فلا تتعرض لمكروههم فأحسن إليهم بذلك{إن الله يحب المحسنين} .
هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 13 ) .
الهداية
من الهداية:
- حرمة نقض المواثيق ونكث العهود ولا سيما كان بين العبد وربه .
- الخيانة وصف لازم لأكثر اليهود فقل من سلم منهم من هذا الوصف .
- استحباب العفو عند القدرة ،وهو من خلال الصالحين .