شرح الكلمات:
{الذي يجتبون كبائر الإِثم}: أي يتجنبون كبائر الذنوب وهو كل ذنب وُضع له حد أو لعن فاعله أو تُوعد عليه بالعذاب في الآخرة .
{والفواحش إلا اللمم}: أي الذنوب القبيحة كالزنا واللواط وقذف المحصنات والبخل واللمم صغائر الذنوب التي تكفر باجتناب كبائرها .
{هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض}: أي خلق أباكم آدم من تراب الأرض .
{وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم}: أي وأنتم في أرحام أمهاتكم لم تولدوا بعد .
{فلا تزكوا أنفسكم}: أي فلا تمدحوها على سبيل الفخر والإِعجاب .
{هو أعلم بمن اتقى}: أي منكم بمن اتقى منكم وبمن فجر فلا حاجة إلىذكر ذلك منكم .
المعنى:
وقوله{الذي يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش} بيّن فيه وجه إحسان المحسنين إلىأنفسهم حين طهروها بالإِيمان وصالح الأعمال ولم يلوثوها بأوضار كبائر الإِثم من كل ما تُوعد فاعله بالنار أو بلَعْنٍ أو إقامة حدٍ ،أو غضب الرب .
والفواحش من زنا ولواط وبخل وقوله{إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة} أي لكن اللمم يتجاوز عنه وهو ما ألم به المرء وتاب منه أو فعله في الجاهلية ثم أسلم ،وما كان من صغائر الذنوب كالنظرة والكلمة والتمرة .وقد فسر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدركه ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهى ،والفرج يصدق ذلك أو يكذبه .فمغفرة الله واسعة تشمل كل ذنب تاب منه فاعله كما تشمل كل ذنب من الصغائر".
وقوله تعالى{هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم} أعلم بضعفنا وغرائزنا وحاجاتنا وعجزنا مِنّا نحن بأنفسنا ولذا تجاوز لنا عن اللمم الذي نُلِمُّ به بحكم العجز والضعف ،فله الحمد والمنة ،وقوله:{فلا تزكوا أنفسكم} ينهى الرب تعالى عباده المؤمنين عن تزكية المرء نفسه بإدعاء الكمال والطهر الأمر الذي كون فخراً وإعجاباً والإِعجاب بالنفس محبط للعمل كالرياء والشرك فقوله{فلا تزكوا أنفسكم} أي لا تشهدوا عليها بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي وقوله{هو أعلم بمن اتقى} أي أن الله أعلم بمن اتقى منكم ربه فخاف عقابه فأدى الفرائض واجتنب المحرمات منا ومن المتقى نفسه فلذا لا تمدحوا أنفسكم له فإنه أعلم بكم من أنفسكم .
الهداية
من الهداية:
- تقرير قاعدة أن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر .
- حرمة تزكية النفس وهى مدحها والشهادة عليها بالخير والفضل والكمال التفوق .