كبائر الإثم: الجرائم الكبرى كالقتل والسرقة وما يترتب عليه حد .
والفواحش: أيضا من الكبائر وهي ما عظُم قبحها .
اللّمم: مقاربة الذنب والدنو منه ،أو ما صغُر من الذنوب .
أنشأكم: خلقكم .
أجنّة: جمع جنين ،وهو الولد ما دام في بطن أمه .
وقد بيّن أوصافَ المحسِنين بقوله تعالى:{الذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثم والفواحش إِلاَّ اللمم}
يعني أن المحسنين هم الذين يبتعدون عن كبائرِ المعاصي والفواحش ،فإذا وقعوا في معصيةٍ وتابوا فَ{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المغفرة} يغفر كل ذنب كما قال تعالى:{قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم} [ الزمر: 53] .وعلى هذا يكون اللَّمَمُ هو الإتيان بالمعصِية ( من أيّ نوعٍ ) ثم يتوب عنها .
ولذلك ختم الآية بأن هذا الجزاء ،بالسُّوء والحسنى ،مستند إلى علم الله بحقيقة دخائل الناس فقال:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأرض وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تزكوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتقى} فهو أعلمُ بأحوالكم ،وعندَه الميزانُ الدقيق ،وجزاؤه العدْل ،واليه المرجع والمآل .
ويرى كثير من المفسرين أن الآية تعني أن الذي يجتنب الكبائرَ يكفِّر الله عنه الصغائرَ ،كما قال تعالى:{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [ النساء: 31] ،وهذه الآية مدنية .وعلى كل حالٍ فالله تعالى واسعُ المغفرة ،رؤوف بعباده حليم كريم .
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي وخلف: الذين يجتنبون كبير الإثم بالإفراد ،والباقون: كبائر الإثم بالجمع .