شرح الكلمات:
{كتب على نفسه الرحمة}: أي أوجب على نفسه رحمة خلقه .
{لا ريب فيه}: لا شك في مجيئه وحصوله في أجله المحدد له .
{خسروا أنفسهم}: حيث لوثوها بأوضار الشرك والمعاصي فلم ينتفعوا بها .
المعنى:
ما زال السياق في الحديث مع العادلين بربهم غيره من أهل الشرك فيقول تعالى لرسوله سلهم قائلاً:{لمن ما في السموات والأرض} خلقاً وإيجاداً أو ملكاً وتصرفاً وتدبيراً ،واسبقه إلى الجواب فقل لله ،إذ ليس لهم من جواب إلا هذا:{لله} ،أي هو الله الذي{كتب على نفسه الرحمة} قضى بها وأوجبها على نفسه ،ومظاهرها متجلية في الناس: إنهم يكفرونه ويعصونه وهو يطعمهم ويسقيهم ويكلؤهم ويحفظهم ،وما حمدوه قط .ومن مظاهر رحمته جمعه الناس ليوم القيامة ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم الحسنة بعشر أمثالها أما السيئة فبسيئة مثلها فقط وهو ما دل عليه قوله:{ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} أي الكائن الآتي بلا ريب ولا شك ،وقوله تعالى:{الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون} يخبر تعالى أنَّ الذين كتب خسرانهم أزلاً في كتاب المقادير فهم لذلك لا يؤمنون وما كتب أزلاً لعلم تام بموقفهم هذا الذي هم وافقوه من الكفر والعناد والشرك والشر والفساد ،بذلك استوجبوا الخسران هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 12 ) .
الهداية
من الهداية:
- عموم رحمة الله تعالى .
- تقرير مبدأ الشقاوة والسعادة في الأزل قبل خلق الخلق .