شرح الكلمات:
{محرماً على طاعم يطعمه}: محظوراً ممنوعاً على آكل يأكله .
{ميتة أو دماً مسفوحاً}: الميتة: ما مات دون تزكية ،والدم المسفوح: المصبوب صباً لا المختلط باللحم والعظام .
{رجس}: نجس وقذر قبيح محرم .
{أو فسقا أهل لغير الله به}: الفسق الخروج عن طاعة الله والمراد ما ذبح ولم يذكر اسم الله عليه وإنما ذكر عليه اسم الأصنام أو غيرها ،والإِهلال رفع الصوت باسم المذبوح له .
{فمن اضطر غير باغٍ ولا عاد}: اضطر: ألجأته الضرورة وهي خوف الهلاك ،والباغ الظالم ،والعادي: المعتدي المجاوز للحد .
المعنى:
ما زال السياق في الحجاج مع أولئك المحرمين ما لم يحرم الله ففي أولى هذه الآيات يأمر الله تعالى رسوله أن يقول للذين يحرمون افتراءً على الله ما لم يحرم{لا أجد فيما أوحي إلي} -وأنا رسول الله-{محرماً} أي شيئاً محرماً{على طاعم يطعمه} أي آكلٍ يأكله اللهم{إلا أن يكون ميتة} وهي ما مات من الحيوان حتف أنفه أي لم يذك الذكاة الشرعية ،{أو دماً مسفوحاً} أي مصبوباً صباً لا الدم المختلط بالعظم واللحم كالكبد والطحال ،{أو لحم خنزير فإنه} أي لحم الخنزير{رجس} أي نجس قذر حرام ،{أو فسقاً أهل لغير الله به} أي ما ذبح ولم يذكر اسم الله عليه أو ذكر اسم الأصنام عليه فهو فسق أي خروج عن طاعة الرب الذي أمر من أراد ذبح بهيمة أن يذكر عليها اسمه ليحل له أكلها .
هذا معنى قوله تعالى:{قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به} .
وقوله تعالى{فمن اضطر غير باغ ولا عاد} أي غير ظالم بأكل الميتة وما ذكر معها وذلك بأن يأكلا تلذذاً بها لا دفعاً لغائلة الموت وهو كاره لأكلها{ولا عاد} أي غير متجاوز القدر الذي أبيح له وهو ما يدفع به غائلة الموت عن نفسه{فإن ربك غفور رحيم} ومن مظاهر مغفرته ورحمته أنه أذن للمضطر بالأكل مما هو حرام في الضرورة .
هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 145 ) .
الهداية
من الهداية:
- حرمة الميتة وأنواعها في سورة المائدة وهي المنخنقة والموقوذة ،والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ،وحرمة الدم المسفوح ،ولحم الخنزير ،وما أهل لغير الله به ،وما ذبح على النصب وحرم بالسنة الحمر الأهلية والبغال ،وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطيور .