شرح الكلمات:
{لئن رجعنا إلى المدينة}: أي من غزوة كانوا فيها هى غزوة بنى المصطلق .
{ليخرجن الأعز منها الأذل}: يعنون بالأعز أنفسهم ،وبالأذل المؤمنين .
{ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}: أي الغلبة والعلو والظهور .
المعنى:
والثانية هي قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .قالها في غزوة بني المصطلق وهي غزوة سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُعلم أن بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار وهو أبو جويرية زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدى أمهات المؤمنين .فلما سمع بذلك خرج إليهم حتى لقبهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فوقع القتال فهزم الله بني المصطلق وأمكن رسوله من أبنائهم ونسائهم وأموالهم وأفاءها على المؤمنين ،واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه جويرية بوصفها بنت سيد القوم إكراماً لها ثم عتقها وتزوجها فرأى المؤمنون أن ما بأيديهم من السبي لا ينبغي لهم وقد أصبحوا أصهار نبيهم فعتقوا كل ما بأيديهم فقالت عائشة رضى الله عنها ما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من جويرية بنت الحارث فقد أُعتق بتزويج رسول الله لها مائة أهل بيت من بني المصطلق .
في هذه الغزاة قال ابن أبي قولته الخبيثة وذلك أن رجلين أنصاريا ومهاجراً تلاحيا على الماء فكسع المهاجر الأنصاري برجله فصاح ابن أبي قائلا عليكم صاحبكم ،ثم قال: والله ما مثلنا ومحمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك ،والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وغاب عن ذهن هذا المنافق أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين أي الغلبة والظهور والعلو لا للمنافقين والمشركين الكافرين ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك ولا غيره لعمى بصائرهم ولما بلغ الغزاة المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أبي في عرض الطريق واستل سيفه فلما جاء أبوه يمر قال له والله لا تمر حتى تقول: محمد الأعز وأنا الأذل ،فلم يبرح حتى قالها: وكان ولده مؤمناً صادقاً من خيرة الأنصار .
الهداية
من الهداية:
- العزة الحقة لله ولرسوله وللمؤمنين ،فلذا يجب على المؤمن أن لا يذل ولا يهون لكافر .