/م5
/خ7
المفردات:
الأعز: المنافقون في زعمهم .
الأذل: في زعمهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم .
العزة: الغلبة والنصر .
لا يعلمون: ذلك من فرط جهلهم وغرورهم .
التفسير:
8-{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْمَلُونَ} .
يقول عبد الله بن أُبي بن سلول رئيس المنافقين لمن حوله لمن المنافقين: إذا رجعنا إلى المدينة فنحن الأعزاء ومعنا المال والأرض ،وهؤلاء المهاجرون مجلوبون عليها ،فقراء أذلاء ،فيجب أن يُخرج الأعزّ الأذلّ .يقصد بالأعزّ نفسه ،وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه .
ولكن الله تعالى ردّ على المنافقين فقال:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْمَلُونَ} .
لله تعالى وحده العزة .
قال تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 26 ) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} .( آل عمران: 26-27 ) .
والله يمنح عزته لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين المخلصين ،وما أجمل وما أجلّ أن نجد في سطر واحد ومضمون واحد عزة الله يمنحها لرسوله وللمؤمنين ،فيفيض عليهم من عزّته وقدرته ،وجلاله وفضله ،{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ...}
وقد أعزّ الله المؤمنين بعد ذلك فعلا ،فنصرهم على العباد وفتح لهم البلاد ،ودانت لهم الدنيا ،وجاء نصر الله والفتح ،ودخل الناس في دين الله أفواجا .
قال تعالى:{كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ...} ( المجادلة: 21 ) .
{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلمُونَ} .
وذلك لخلوّ قلوبهم من الإيمان بالله ،واليقين به .
قال الفخر الرازي:
في الآية السابقة قال:{ولكن المنافقين لا يفقهون .لقلة كياستهم وفهمهم} .
وفي الآية التالية قال:{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلمُونَ .لكثرة حماقتهم وجهلهم} .
روي أن عبد الله بن عبد الله بن أُبي – وكان مؤمنا مخلصا – سلّ سيفه على أبيه عندما أشرف على المدينة ،وقال: لله علي ألا أغمده حتى تقول: محمد الأعزّ وأنا الأذل ،فلما رأى الأب الجدّ في وجه ابنه ،قال ذلك .
/خ8