/م5
/خ7
المفردات:
حتى ينفضوا: حتى يتفرقوا .
خزائن السماوات والأرض: خزائن الأرزاق فيهما .
لا يفقهون: لا يعلمون علما صادرا عن إدراك جلال الله وقدرته .
التفسير:
7-{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} .
كان عبد الله بن أُبي قد جلس مع قومه بعد نزاع على الماء بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار ،حيث قال المهاجريّ: يا للمهاجرين ،وقتل الأنصاري: يا للأنصار ،واجتمع الناس .
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج جزعا يجرّ رداءه ،وقال:"ذروها فإنها منتنة ،ليس منا من دعا إلى عصبية ".
فكفّ الناس عن الشجار ،وعادوا نادمين ،لكن عبد الله بن سلول ،قال: أوقد فعلوها ،ما مثلنا ومثل أصحاب محمد إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك ،لا تنفقوا على فقراء المهاجرين حتى ينفضوا عن محمد ويتركوه .فأنزل الله تعالى هذه الآية توضح ما فعله عبد الله بن أُبي وأمثاله .
والمعنى:
يقول هؤلاء المنافقون: لا تنفقوا على هؤلاء المهاجرين الذين جُلبوا من مكة إلينا ،حتى يتفرقوا عن محمد ،وتواصَوْا بتضييق الأرزاق وفُرص العمل ،وإغلاق أبواب الكسب في وجوههم .
لكن الله تعالى رد عليهم قائلا:{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} .
إن الأرزاق بيد الله ،وبيده العزّ والذل ،وهو سبحانه بيده مفاتيح خزائن السماوات والأرض ،وبيده أرزاق العباد .
قال تعالى:{وفي السماء رزقكم وما توعدون* فوربّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} .( الذاريات: 22-23 ) .
فالله تعالى هو المسبب للأرزاق ،والعبيد سبب ظاهري .
وفي الحديث النبوي الشريف:"واعلم أ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضرّوك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،جفّت الأقلام وطويت الصحف "vi{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} .
لا يدركون أن الله هو الرازق ذو القوة المتين ،وهو الرازق لهؤلاء المهاجرين ،فقد أكرمهم الله وسجّل جهودهم .
قال تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} . ( الحشر: 8 ) .
/خ8