شرح الكلمات:
{أخلد إلى الأرض}: مال إلى الدنيا وركن إليها وأصبح لا هم له إلا الدنيا .
{يلهث}: اللهث: التنفس الشديد مع إخراج اللسان من التعب والإِعياء .
المعنى:
{ولو شئنا لرفعناه بها} أي بالآيات إلى قمم المجد والكمال ،وإلى الدرجات العلا في الدار الآخرة ،{ولكنه أخلد إلى الأرض} أي مال إليها وركن فأكب على الشهوات والسرف في الملذات ،وأصبح لا هم له إلا تحصيل ذلك{واتبع هواه} وترك عقله ووحي ربه عنده ،فصار مثله أي صفته الملائمة له{كمثل الكلب} أي في اللهث والإِعياء ،والتبعية وعدم الاستقلال الذاتي{إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} فحيرته وتعبه لا ينقطعان أبداً .وقوله تعالى{ذلك مثل القوم الذي كذبوا بآياتنا} أي هذا المثل الذي ضربناه لذلك الرجل الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها وكان من أمره ما قصصنا عيك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا في كل زمان ومكان ،وعليه{فاقصص} يا رسولنا{القصص لعلهم يتفكرون} أي لعل قريشاً تتفكر فتعتبر وترجع إلى الحق فتكمل وتسعد .
/ذ178