المفرداتك
أخلد إلى الأرض: مال وسقط .
يلهث: اللهث: التنفس الشديد مع إخراج اللسان .
التفسير:
{176 - وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ....} الآية .
أي: ولو شئنا لرفعنا هذا الإنسان إلى منازل الأبرار ،بسبب تلك الآيات ،فالعمل بالعلم يرفع القدر ويعلى شأن صاحبه ،قال تعالى:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} . ( المجادلة: 11 ) .
ولكنه مال إلى الدنيا ورغب فيها وآثرها على الآخرة والتعبير بقوله: أخلد إلى الأرض ،يفيد: أنه رغب في لذائذ الأرض الفانية ،وترك آفاق العلم والمعرفة ،واختار الأدنى على الأعلى .
{فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} .
أي: أن صفته في حمل العلم والانسلاخ منه إلى شهوات الدنيا ،كصفة الكلب الذي يندلع لسانه .فهو دائم اللهث لأن اللهث ؛طبيعة فيه ،أن شددت عليه وأتبعته لهث ،وأن تركته لهث .
قال الشوكاني:
أي: أن هذا العالم الضال أن حمل الحكمة لم يحملها ،وإن ترك لم يهتد لخير .
وقيل: المعنى: أن وعظته ضل ،وإن تركته ضل ،فهو في ضلال ملازم لانسلاخه عن ربه ،فهو كالكلب إذ كان رابضا لهث ،وأن يطرد لهث .
{ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا} .
أي: ذلك المقل الخسيس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا من اليهود وغيرهم ،بعد أن علموا بها وعرفوها ،فحرفوا وبدلوا وكذبوا بها .
{فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} .
أي: فاقصص أيها الرسول الكريم ،قصص ذلك الرجل ،الذي تشبه حاله حال أولئك المكذبين ،بما جئت به من الآيات رجاء أن يحملهم ذلك على التفكر والتأمل ،والنظر في الآيات بعين البصيرة ،لا بعين الهوى والعداوة .