يوم القيامة ..وعد الله الحق
ويستعجل المشركون معرفة موعد يوم القيامة ،ويلحّون بالسؤال عنه ،إمَّا للفضول الذاتي الذي يحاول أن يكشف الموعد المجهول الذي يحدثهم عنه الرسول ،وإمّا للاستهزاء والسخرية ،في ما يريدون أن يثيروه من التفاصيل في التوقيت ،في الوقت الذي كانوا ينكرون فيه أصل المبدأ ،وإمّا لتحويل المسألة إلى جدلٍ يستهدف الملهاة في أسلوبٍ شيطانيٍ يتعمد إشغال النبي( ص ) بالهوامش الصغيرة .
التساؤل عن الوعد بالعذاب
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} لأن علامة الصدق في ما يخبر به أيّ إنسانٍ ،أن يكون عارفاً بتفاصيله ،مُلماً بخصوصياته ،انطلاقاً من وضوح الرؤية لديه ،ولكن النبي يجيبفي ما علّمه اللهمن موقع الإنسان الذي يتواضع لله ،فيدفعه ذلك إلى التواضع في أسلوب الحديث عن طبيعة معرفته بالأشياء ،فهو لا يملك العلم الذاتي بهذه الأمور الغيبية ،لأنه لم يطّلع عليها بطريقةٍ حسيةٍ ليكون عارفاً بكل شيء عنها ،بل كل ما هناك أنه يعرف من خلال الوسائل التي يقدِّمها الله له ،في مصادر المعرفة ومواردها ،ولا يستطيع أن يقرّر شيئاً من نفسه ،ولا يملك أن يفرض على الله شيئاً لا يريد الله أن يعرّفه به ،لأنه يعرف جيداً مدى قدرته التابعة لإرادة الله الذي لا يبلغ العالمون كنه قدرته .