الله يهدي المؤمنين بإيمانهم
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} وهذا هو الفريق الآخر الذي عاش العقيدة مسؤوليّة ،فانفتح على آفاقها ،واستمع إلى آيات الله فيها ،وفكّر وتأمّل وتدبّر ،حتى انتهى إلى القناعة اليقينيّة في الفكر والشعور ،فكان الإيمان هو الخط الذي سار عليه ،وكان العمل الصالح يمثّل حركة الإيمان في خطّ العمل ،وبذلك كانت هداية الله لهؤلاء إلى الصراط المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة ،بواسطة هذا الإيمان الذي يمثل إشراقة الحياة في فكر الإنسان وروحه وضميره ،فيحقّق له وضوح الرؤية لكل شيء من حوله ،ليتحرك في حياته على هذا الأساس ،فيصل إلى غاياته في الدنيا والآخرة .وهكذا كانت النهاية المشرقة لهؤلاء{تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ،حيث يعيشون السعادة الروحية في هذا الفيض الإلهي من الألطاف التي تغمرهم بنسيمها ،وتضمّهم برضوان الله ،