{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ} فهو المطّلع على كوامن النفوس ،فليس هناك سرّ خفيّ أمامه ،فهو الذي يعلم خائنة الأعين في نفوس الناس وما تخفي الصدور .
وهذه هي الحقيقة الإيمانية التي تبعث الرعب في نفوس الناس الذين يتحركون بالجريمة في الزوايا الخفية من حياتهم ،أو في دائرة الأسرار الكامنة في صدورهم ،التي يعملون على إحاطة أنفسهممن خلالهابجوٍّ غامضٍ من الكتمان ،لئلا يواجهوا المسؤولية عن أعمالهم الإجرامية في ما يمكن أن يؤاخذهم الناس به على ذلك .ولكن كيف يستترون عن الله عالم الغيب والشهادة ،والسرّ والعلانية ،الخبير بكل شيء ؛لأنه الخالق لكل شيءٍ ؟إنها الحقيقة التي تفرض نفسها على العقل والشعور والوجدان ،ليحدد الإنسان موقفه على أساس وعيه لمقام ربّه ،وإخلاصه لقضيّة مصيره .