{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْض} فلا مجال للتخلص من العذاب في أيّ وقت ،بل يمتد بهم ذلك بامتداد السماوات والأرض ،{إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ} لأن الأشياء كلها تخضع لمشيئته ،فلا حتميّة لشيء في الدنيا أو في عالم الخلود إلا من خلال إرادته التي تعطي الأشياء وجودها ،وتمنح الموجودات استمرارها ،فمشيئة الله تحكم كل شيء في البداية ،والاستمرار ،والنهاية ...ولعل هذا هو الملحوظ في هذا الاستثناء ،لتأكيد الإرادة الإلهية التي إذا حكمت على الأشقياء بالخلود في العذاب ،فإنه من الممكن أن ترفع ذلك عنهم في المستقبل ،لأنّ هذا الحكم مربوط بالمشيئة الإلهية ،التي قد تعلق حكم خلودهم في النار أو تمد بذاك الحكم إلى الأبد ،{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}فهو المهيمن على كل شيء ،فكل شيء خاضع لإرادته .