{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِى الآخرةِ إِلاَّ النَّارُ} جزاءً لما عملوه{وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ} لأنهم لم يحصلوا منه على نتيجة ،فقد تركوا الدنيا كلها وجميع ما فيها من لذائذ وشهوات ،وخلّفوها وراء ظهورهم ولم يبق لهم منها شيء يستفيدون منه في دارهم الجديدة ،وهذا معنى الإحباط في عمقه الروحي ،{وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ،لأنه لا يمثل إلا الشيء الفاقد لمعناه ،الذي لا يتضمن إلا ملء الفراغ الوقتي ،من دون نتائج تتجاوز اللحظات الزمنية التي يمرُّ بها ،فإذا ذهبت اللحظة ذهب العمل ،وهذا ما ينبغي للإنسان أن يفكر فيه عند الإقدام على أي عمل ،وهو ما يستقبله من نتائج إيجابيّة تجعل له امتداداً في حسابات المستقبل .