{نُصْحِى}: تحرّي فعل أو قول فيه صلاح صاحبه ،ونصحت له الود: أي أخلصته .
{يُغْوِيَكُمْ}: الإغواء بمعنى الإهلاك ،فالمعنى: يريد أن يهلككم .
{وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ} في ما أستخدمه من ترغيبٍ وترهيب يدفعني إليه ما أحبه لكم من النجاة والنجاح ،{إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} من خلال زيادة غوايتكم لأنفسكم بالجحود والتمرد ،وبالتهرب من حوار الفكر والإيمان ،مما يجعل من الغواية عن طريق الرشد نتيجةً طبيعيةً لذلك ،في ما ربط الله به الأشياء بأسبابها ،فإن الله جعل للرشد سبباً ،وللغواية سبباً ،إذا أخذ الناس به كانت إرادة الله في حصوله بالسببّ ،وهذا هو تفسير نسبة إرادة الغواية إلى الله ،{هُوَ رَبُّكُمْ} القادر على تغيير ما أنتم فيه بسبب غير طبيعي ،ولكن حكمته اقتضت أن تخضع الحياة في كل شيء لسننه الطبيعية التي أودعها في الكون ،ليتحرك الناس من موقع الإرادة والاختيار ،لا من موقع القهر والإجبار ،{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فيحاسبكم على ما قدمتم من الأعمال السيئة في طريق الغواية والضلال .