هود يدعو قومه
وهذا نبيٌّ آخر جاء بعد تلك الفترة التي أعقبت فترة نوح ،حسب الترتيب القرآني في ذكر الأنبياء ،وهو هود المبعوث إلى قوم عاد الذين كانوا يملكون من القوّة البدنية ،ما أصبح ميزةً لهم على الآخرين حتى قيلفي حديث قصص الأنبياءأنهم من العمالقة ،وكانت قضية الشرك والتوحيد في العقيدة والعبادة هي القضية التي بدأ بها رسالته ،باعتبارها العنوان الشامل لكل تفاصيل الفكر والعمل ومفرداتهما .
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} فقد كان منهم في العشيرة ،{قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فهي الحقيقة الفكرية والعملية التي تتمحور حولها كل حقائق الحركة الإنسانية في الحياة ،وتوجّه كل خطواتها إلى الطريق المستقيم ،{إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ} وكاذبون في ما تدّعونه وتعبدونه من أوثان ،وفي ما تتخذونه لكم من شرائع وأحكام ،بعيداً عن نهج الله وشريعته .