لا عذر للضعفاء في الاستسلام لواقعهم
{وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} وتلك هي قصة العذاب الذي ينزله الله بعباده نتيجة لأسباب تستدعيه ،فإن الله يعذب الجاحدين بآياته ،العاصين رسله بعد إقامة الحجة عليهم بما لا يدع لهم مجالاً لريب أو لشبهة ،المستسلمين للجبابرة الطغاة المعاندين للحق ،في ما يأمرونهم به من الكفر والضلال ،فإذا وقفوا بين أمر الله ،وأمر هؤلاء ،تركوا أمر الله ،واتبعوا أمرهم ،وهم يعلمون ،بوحي فطرتهم ،أن ما يدعوهم إليه الله هو الحق ،وأنّ ما يدعو إليه هؤلاء هو الباطل ،ولكنهم يضعفون أمامهم ،وتتساقط مواقفهم بسقوط إرادتهم ،واللهسبحانهلا يرى للضعفاء عذراً في الاستسلام لحالة الضعف أمام الأقوياء ،إذا استطاعوا أن يأخذوا بأسباب القوة ،ولو بالانتقال إلى موقع آخر يمكنهم من ذلك .
وفي هذه الفقرة إيحاءٌ بأن الغالب في ضلال الشعوب المستضعفة ،هو سيطرة القوى المستكبرة التي تقودها إلى ذلك ،كظاهرة من الظواهر الاجتماعية لتفاوت مواقع القوّة والضعف بين الناس على أكثر من مستوى في بعض المجتمعات .