/م58
{ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم} أي كفروا بجنس الآيات التي يؤيد بها رسله بجحود ما جاءهم به رسولهم منها ، أنث الإشارة إليهم على إرادة القبيلة وقيل إشارة إلى آثارهم ، والجحود بالآيات تكذيب الدلائل الواضحة عنادا في الظاهر دون الباطن ، كما قال في قوم فرعون{ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} [ النمل:14]{ وعصوا رسله} أي عصوا جنسهم بعصيان رسوله إليهم وإنكار رسالته فإن عصيان الواحد عصيان للجنس كله ، إذ هو مبني على رفض الرسالة نفسها ، بادعاء أن الرسول لا يكون بشرا{ واتبعوا أمر كل جبار عنيد} أي واتبع سوادهم ودهماؤهم كل جبار عنيد من رؤسائهم الطغاة العتاة المستبدين فيهم بالقهر ، فالجبار القاهر الذي يجبر غيره على اتباعه بالقهر والإذلال ، أو من يجبر نقص نفسه بالكبر ودعوى العظمة ، والعنيد الطاغي الذي يأبى الحق ولا يذعن له ، وإن ظهر له وقام عليه الدليل عنده ، فهل يعتبر بهذه بقايا الملوك الجبارين في الأرض قبل انقراضهم ؟