/م58
{ وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} إتباع الشيء الشيء لحوقه به وإدراكه إياه بحيث لا يفوته ، أي لحقت بهم لعنة في هذه الدنيا فكان كل من علم بحالهم من بعدهم ومن أدرك آثارهم ، وكل من بلغه الرسل من بعدهم خبرهم يلعنونهم{ ويوم القيامة} وتتبعهم يوم القيامة عند ما يلعن الأشهاد الظالمين أمثالهم كما تقدم في الآية الثامنة عشرة من هذه السورة .قال قتادة:تتابعت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة{ ألا إن عادا كفروا ربهم} هذه شهادة مؤكدة عليهم بالكفر أي كفروا نعمه عليهم بجحودهم بآياته وتكذيبهم لرسله كبرا وعنادا ، يقال كفره وكفر به ، وشكره وشكر له ، ومعنى مادة الكفر في الأصل التغطية{ ألا بعدا لعاد قوم هود} دعاء عليهم بالهلاك والبعد من الرحمة حكاية لبدئه ، وتسجيلا لدوامه ، كرر ألا المنبهة لما بعدها تعظيما لأمره ، وكرر اسمهم ووصفهم بقوم هود ليفيد السامع بالتكرير تقرير استحقاقهم للعنة والإبعاد وسببه ، وأنهم ليس لهم شبهة عذر لرد الدعوة ، المعقبة للحرمان مما كانوا فيه من خير ونعمة ، والانتهاء إلى ضده من شقاء ونقمة .