قوله:{وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} أي ألحقوا لعنة في دنياهم ،وذلك بإبعادهم من الخير والرحمة .ويوم القيامة أتبعوا مثل ذلك أيضا .
وبذلك قد لزمتهم اللعنة في الدارين .
قوله:{ألا إن عادا كفروا ربهم} أي جحدوا نعمة ربهم .ونعمته عليهم عظيمة وكبرى وهي دعوة الحق والهدى ؛ففيها صلاحهم ونجاتهم من كل البلايا في الدنيا والآخرة .وقد كرر ذلك على سبيل التوكيد والتهويل لأمرهم بقوله:{ألا بعدا لعاد قوم هود} والعبد معناه هنا الهلاك .وذلك دعاء عليهم بالهلاك والثبور والبعد عن رحمة الله .
وفي هذا العبير القرآني المميز ما يغني عن كل شرح أو بيان يتفنن به البشر ؛فأيما كلام أو بيان أو إسهاب في القول عن خسران عاد وهلاكهم لا يزجي من روعة الأسلوب وفظاعة التهويل المذهل ،وكمال المعنى المقصود ،ومعشار ما يزجي به قوله سبحانه:{ألا بعدا لعاد قوم هود}{[2116]} .