قوله تعالى:{وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب} أي أرسلنا إلى قوم ثمود أخاهم صالحا .وهو أخوهم في النسب ،فدعاهم في تودد ورفق بقوله{يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} أي اعبدوا الله وحده دون غيره من الشركاء والأنداد ؛فغنه الإله الخالق الحق ،وليس لكم من إله خالق ورازق ومدبر سواه{هو أنشأكم من الأرض} وذلك بخلق آدم أبي البشر من التراب{واستعمركم فيها} أي جعلكم عمارها{[2117]} ،أو أعاشكم فيها ،أو أمركم بعمارة الأرض ليكون فيها مستقركم وسكنكم ؛ففيها تبنون وتزرعون وتعيشون آمنين مستقرين مدة أعماركم المحدودة وأنتم تقضون فترة الابتلاء في هذه الدنيا حتى تحين آجالهم بالإفضاء إلى أخراكم حيث الحساب والجزاء .
قوله{فاستغفروه ثم توبوا إليه} اطلبوا منه المغفرة من إشراككم ومعاصيكم ثم ارجعوا إليه بحسن العبادة وتمام الطاعة{إن ربي قريب مجيب} الله قريب من عباده المؤمنين المخبتين المخلصين ،مجيب لهم إذا دعوه ضارعين منيبين{[2118]} .