قوله تعالى:{قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب 62 قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} قالت ثمود الطاغية لنبيهم الكريم صالح عليه السلام: كنا نرجو أن تكون فينا سيدا قبل أن تقلو لنا هذا القول ؛إذ تأمرنا أن نعبد إلها واحدا ونذر ما كان يعبد آباؤنا من قبل{أتنهانا أن نعبد آباؤنا} الاستفهام للإنكاري ؛فهم يستنكرون أن ينهاهم نبيهم صالح عن عبادة أوثان صماء لا تشر ولا تنفع ،وقد كان آباؤهم يعبدونها من قبل ،فهم على آثار آبائهم الضالين مهتدون .وهم بذلك سادرون في ضلالهم لا يثنيهم عن ذلك حق ولا منطق ولا حجة .
قوله:{وإننا لفي شك مما تدعوانا إليه مريب} متشككون فيما جاءهم به صالح من دعوة لتوحيد الله وإفراده بالإلهة والإقرار له وحده بالعبودية دون أحد غيره{مريب} من الريبة ،وهي التهمة والشك ،ومنه: أربته فأنا أربيه إرابة ؛إذ فعلت به فعلا يوجب له الريبة .
فالمريب: الموجب للشك والتهمة ،أو الموقع في الريبة وهي قلق النفس وعدم الطمأنينة{[2119]} .