/م61
{ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا} أي قد كنت موضع رجائنا لمهمات أمورنا لما لك من المكانة في بيتك وفي صفاتك الشخصية من العقل والرأي قبل هذا الذي تدعونا إليه من تبديل ديننا بما تزعم من بطلانه فانقطع رجاؤنا منك{ أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} الاستفهام للإنكار والتعجب أي أتنهانا أن نعبد ما كان يعبد آباؤنا من قبلنا واستمر فيما لا ينكره ولا يستقبحه أحد ؟ فالآباء يشمل الغابرين والحاضرين ، ولو قالوا ما عبد آباؤنا لما أفاد هذا ، فلا حاجة إلى القول بأن التعبير بالمضارع حكاية مصورة للحال الماضية في صورة الحاضرة .
{ وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب} أي وإنا لواقعون في شك مما تدعونا من عبادة الله وحده لا نتوسل إليه بأحد من أوليائه وأحبائه الشفعاء لنا عنده المقربين لنا إليه ، ولا بتعظيم ما وضعه آباؤنا لهم من الصور والتماثيل المذكرة بهم ، لا ندري مرادك وغرضك منه ، فإنه موجب للريب وسوء الظن .قال في المصباح المنير:الريب الظن والشك ورابني الشيء يريبني إذا جعلك شاكا ، قال أبو زيد رابني من فلان أمر يريبني ريبا:إذا استيقنت منه الريبة ، فإذا أسأت به الظن ولم تستيقن منه الريبة ، قلت أرابني منه أمر هو فيه إرابة ، وأرابني فلان إرابة فهو مريب:إذا بلغك عنه شيء أو توهمته اه .