/م61
المفردات:
مرجوا قبل هذا: مأمولا أن تكون لنا سيدا ،أو مستشارا في الأمور .
مريب: موقع من الريبة أو الريب .أي: الظن والشك .
التفسير:
62{قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ..}
أي: كنت الرجاء والأمل بأن تكون سيدا من ساداتنا ؛نستشيرك في الأمور العظام ،ونلجأ إليك في المهمات .
قال كعب: كانوا يرجونه للمملكة بعد ملكهم ؛لأنه ذا حسب وثروة ،وعن ابن عباس: كان فاضلا خيرا ،وجمهور المفسرين: على أن رجاءهم فيه ،هو الاستشارة في مهام الأمور ،وأن يكون سيدا سادا مسد الأكابر .أي: إن رجاءنا قد انقطع منك ؛بسبب دعوتك .
{أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} .أي: أتنهانا عن عبادة ما كان يعبده أسلافنا ؛وقد تتابعوا على هذه العبادة كابرا عن كابر .
{وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} .وإننا نشك كثيرا في صحة ما تدعونا إليه: من عبادة الله وحده ،وترك التوسل إليه بالشفعاء المقربين عنده ،وهو شك موقع من التهمة وسوء الظن .والمقصود من هذا الكلام: التمسك بطريق التقليد ،ووجوب متابعة الآباء ،والشك العظيم في صحة ما يدعوهم إليه صالح ،وهذا نظير ما حكاه القرآن عن كفار مكة حين قالوا:{أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب} .( ص: 5 ) .