/م61
{ قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة} تقدم مثل هذا حكاية عن نوح في الآية 28 إلا أنه قال{ رحمة من عنده} أي أخبروني عن حالي معكم إن كنت على حجة واضحة قطعية من ربي فيما أدعوكم إليه ووهبني رحمة خاصة منه جعلني بها نبيا مرسلا إليكم{ فمن ينصرني من الله إن عصيته} بكتمان الرسالة أو ما يسوءكم من بطلان عبادة أصنامكم وأوثانكم تقليدا لآبائكم ؟ أي لا أحد ينصرني من الله ويدفع عني عقابه في هذه الحالة ، وإذن لا أبالي بفقد رجائكم في ، ولا بما أنتم فيه من شك وارتياب في أمري .
{ فما تزيدونني غير تخسير} أي ما تزيدونني بحرصي على رجائكم ، واتقاء سوء ظنكم وارتيابكم ، غير إيقاع في الخسران بإيثار ما عندكم على ما عند الله ، واشتراء رضاكم بسخط الله تعالى ، أو غير إيقاع في الهلاك . قال في مجاز الأساس:وخسره سوء عمله:أهلكه ، وفي المصباح المنير:وخسرت فلانا بالتثقيل أبعدته ، وخسرته نسبته إلى الخسران مثل كذبته بالتثقيل إذا نسبته إلى الكذب ، ومثله فسقته وفجرته إذا نسبته إلى هذه الأفعال ، وقال الفراء في الجملة:فما تزيدونني غير تضليل وإبعاد من الخير ، وقال مجاهد وعطاء الخراساني:ما تزدادون أنتم إلا خسارا اه .ولعل مرادهما ما تزيدونني بقولكم إلا علما بخساركم باستبدال الشرك بالتوحيد .