{فَأَسْرِ}: السُّرى: بالضم ،والإسراء: يكون في الليل ،والسير يكون في النهار .
{بِقِطْعٍ}: بكسر القاف ،أي: جزء منه .
وجاءه المدد من الله ،وتدخّل الملائكة الذين كان مظهرهم يوحي بالضعف مما يغري هؤلاء القوم بالانقضاض عليهم ،دون أن يملك لوط أمر الدفاع عنهم ،وأعلنوا عن صفتهم الملائكية للوط ،وأوضحوا له دورهم الإلهي في إنزال العذاب بقومه:{قَالُواْ يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ} ولن يقدروا أن يصيبوك بسوء ،فلا تحمل هَمَّ إحساسك بالضعف تجاههم ،لأنك قوي بالله الذي بسط عليك حمايته ،فلن تحتاجبعد ذلكإلى قوّة ذاتيّة من نفسك ،أو من قومك ،أو من عشيرة مانعة تحميك ،وعليك أن تعدّ نفسك للخروج من البلد ،وتنفذ التعليمات الموجّهة إليك لتحقيق النجاة لك ولأهلك .
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّليْلِ} أي قطعة منه ،أو بعض منه ،{وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} وهو كناية عن الانطلاق بعزم ،لا مجال فيه للالتفات والانصراف عنه{إِلاَّ امرَأَتَكَ} التي كانت على نهج القوم في كفرهم وضلالهم ،كما كانت تتعاون معهم ضدّك فتخبرهم بمن يأتي إليك ،وتسهل لهم مهمة الاطلاع على أسرارك ،{إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ} من العذاب لأنها منهم ،فلا يميزها عنهم شيء ،ولا قيمة لعلاقتها بك لأن الله يجزي كل إنسان بعمله ،فلا يغني أحدٌ عن أحد شيئاً ،ولا يضر أحدٌ أحداً شيئاً .
أليس الصبح بقريب ؟!
{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ} موعد العذاب النازل بهم ،فلا خوف من الانتظار الطويل ،ولا بدّ من العجلة في الخروج ،لأنه لم يبق هناك وقت كثير لنزول العذاب ،{أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} فلم يبق لبزوغه إلا سواد هذا الليل .